وحدة القياس بعد زيتابايت

وحدة القياس بعد زيتابايت

يعجّ العالم اليوم بكثير من المعلومات والبيانات، لاسيما بعد ابتكار شبكات التواصل الاجتماعي؛ فأصبحنا في حاجة كبيرة إلى تخزين تلك البيانات الرقمية، التي لا تقف عند حد البيانات والإحصائيات، بل تمتدّ إلى تخزين الصور والفيديوهات، التي تستغرق مساحات شاسعة، من وحدات التخزين المركزية.

وكذلك وجود كثير من الأقمار الصناعية، التي تلتقط ملايين من الصور على مدار اليوم، والتي بدورها تحتاج إلى وحدات تخزين عملاقة، وصارت وحدات التخزين تلك، سجلاً تاريخيًا يتمّ الرجوع إليه عند الحاجة؛ فأصبحت وحدات قياس البيانات التقليدية لا تناسبه ألبتة، ولابد من وجود وحدة قياس تواكب هذا الكم الهائل من البيانات الرقمية، وهذا هو موضوع مقالنا الذي بين أيدينا فتابعونا.

 

تطور وحدات قياس البيانات

هناك الأبجدية اللغوية المكوّنة من حروف الهجاء، وهناك أيضًا الأبجدية الرقمية، التي تتكون من أرقام العدّ مضافًا إليها الصفر، وكذلك هناك وحدات القياس التي تقابل كل حرف، أو رقم، أو رمز، من هذه الأشياء، وهي البايت، ولكن تلك البيانات غير منتهية، فكانت وحدات القياس الأكبر، التي تتألف من أعداد متصاعدة من تلك البايتات، وهي كالآتي:

  • الكيلوبايت، ويعادل 1024 بايت.
  • الميجابايت، وتعادل 1024 كيلوبايت.
  • الجيجابايت، وتعادل 1024 ميجابايت.
  • التيرابايت، وتعادل 1024 جيجابايت.
  • البيتابايت، وتعادل 1024 تيرابايت.
  • إكسابايت، وتعادل 1024 بيتابايت.
  • زيتابايت، وتعادل 1024 إكسابايت.

 

وتمّ استخدام وحدات الجيجابايت، ومضاعفاتها، والتيرا بايت، ومضاعفاتها، في الحواسيب الشخصيّة، والمتخصّصة بعض الشيء، ولكن الحواسيب العملاقة، في حاجة إلى استخدام الوحدات الأكبر حتى الزيتابايت، والتي يرمز لها بالرمز ZB.

 

وحدة الزيتابايت ZB

وهي كلمة صغيرة تتكون من مقطعين زيتا، وبايت، ولكن هذه الكلمة الصغيرة، تنطوي على كم هائل من البيانات، التي يصعب على أعمار البشرية أن تستوعب ما تحويه من بيانات، ويمكن تناولها بشيء من التفصيل على النحو الآتي:

المقطع الأول: زيتا، ويعني سيكتليون، أي ألف ألف مليون مليار، وهو واحد، وأمامه واحد وعشرون صفرا، 1000.000.000.000.000.000.000

 المقطع الثاني: بايت، المعروف بالوحدة الأولية للذاكرة الحاسوبية، ولاستيعاب هذا الرقم؛ فلنتخيّل أننا قمنا بتسجيل فيديو بجودة عالية، مساحته واحد زيتابايت فقط، فنحن في حاجة إلى زمن قدره 63 مليون سنة؛ كي ننتهي من مشاهدة هذا الفيلم.

 

والسؤال يطرح نفسه، إذن، لماذا نحن في حاجة إلى كل هذه الذاكرة؟ !.

والإجابة بسيطة، أن هناك ملايين من المستخدمين، والحواسيب، يقومون بتخزين، وتداول ملايين الجيجات من بياناتهم، عبر الشبكة العنكبوتية، وكذلك هناك الأقمار الصناعية، التي تصور وتسجل بياناتها ليلًا ونهارًا على مدار العام، فهذه الوحدة أمام هذا الكمّ المعلوماتي الهائل، لا تكاد تفي بالغرض المطلوب.

 

ما بعد الزيتابايت

وهكذا فإن التضخم المعلوماتي المتسارع كل لحظة، جعل وحدات التخزين السابقة عاجزة عن مواكبة هذا النمو، والتراكم الهائل للبيانات ، بالرغم من عظم حجمها؛ فكان لا بد من وجود وحدة جديدة؛ لكي تواكب هذا الكمّ المتزايد من البيانات المراد تخزينها، وإعادة تشغيلها، أو معالجتها، أو تداولها، فكانت وحدة اليوتابايت.

 

ماهية وحدة اليوتابايت YB

كما أشرنا إلى وحدات القياس السابقة، نجد أن كل وحدة، هي مضاعف 1024 للوحدة السابقة لها مباشرة، ووحدة اليوتابيت بطبيعة الحال تساوي 1024 زيتابايت، ووحدة اليوتابايت تتكون من مقطعين، هما اليوتا وتعني سبتليون أي مليون مليار مليار، أي واحد وأمامه أربعة وعشرون صفرًا، )1000.000.000.000.000.000.000.000)، أما المقطع الثاني فهو بايت، وهو وحدة التخزين الحاسوبية.

 

فإذا كان الفيديو الذي مساحته- فرضًا- واحد زيتابايت، في حاجة إلى 63 مليون سنة لمشاهدته، فإن الفيديو الذي مساحته واحد يوتابايت- فرضا أيضا- في حاجة إلى 64512 مليون سنة لمشاهدته، نعم إنه رقم مهول، ولكن كمّ البيانات المتراكمة أكثر هولًا.

 

سيظل العالم الرقميّ في تطور متلاحق، وستظل المعلومات، والبيانات المخزّنة، في ازدياد مستمر، ومع مرور الوقت، سوف نكون في حاجة إلى وحدة قياس جديدة، هي ما بعد اليوتابايت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *