أنواع الطاقة ؟ ومصادرها و أهم أشكالها

أنواع الطاقة ؟ ومصادرها و أهم أشكالها

يوجد الكثير من الأمور الهامّة في حياتنا، التي نعتقد أنّنا لن نستطيع العيش بدونها، ومع مرور الوقت نكتشف أنّ هناك ما هو أهمّ من تلك الأمور سواء كلّها أو بعضها، لكنّ هناك أمرًا واحدًا مازال يتصدّر تلك القائمة، ألا وهو الطاقة، فيمكن وصف الطاقة بأنّها الوجه الآخر للحياة، فلك أن تتصوّر الشتاء، أو الصيف، أو مصنع، أو ورشة بدون طاقة، فلا يمكن تصوّر الحياة مطلقًا بدونها، ولقد تعدّدت مصادر الطاقة تعدّدًا واسعًا لتشمل جميع مناحي الحياة، فمنها الطاقة الشمسيّة، والطاقة الكهربائيّة، والطاقة النوويّة، وطاقة الرياح، وغيرها من أنواع الطاقة المختلفة، فتعالوا بنا نتعرّف على أنواع الطاقة من خلال مقالنا هذا، فتابعونا.

 

تعريف الطاقة

ترانا يوميًّا نذهب إلى العمل، سواء مترجّلين أو باستخدام السيّارة مثلًا، وكذلك نقوم بالأعباء اليوميّة بشكلٍ روتينيّ، ونشغّل التلفاز أو المكيّف، ونضئ المصباح، وما إلى تلك الأشياء التي لا حصر لها، فإنّنا في جميع تلك الأمور نقوم ببذل شغل.

فعندما نسير على الأقدام نبذل شغلًا، وعندما تتحرّك السيّارة تبذل شغلًا بفضل محرّكها، وعندما نضئ المصباح يبذل شغلًا بتحويل الكهرباء إلى إضاءة، وعليه يمكننا تعريف الطاقة بأنّها: “القدرة على بذل أو إنتاج شغل”.

 

أهمّ مصادر الطاقة

تتنوّع مصادر الطاقة تنوّعًا يأبى على الحصر، ما بين مصادر طبيعيّة ومصادر صناعيّة، أو تحويليّة، ومن أمثلتها الآتي:

  • الطاقة الشمسيّة: وهي الطاقة المنبعثة من الشمس، والتي تكتسبها الكائنات الحيّة وتقوم بتحويلها إلى صورٍ أخرى مختلفة، كعمليّة البناء الضوئيّ في النباتات، والتمثيل الغذائيّ في الحيوانات، وبقيّة الكائنات، والإنسان.
  • الطاقة الكهربائيّة: وهي الطاقة الناتجة عن حركة الإلكترونات، سواء عن طريق الحثّ المغناطيسيّ، أو تحويل الطاقة الشمسيّة، أو فرق الجهد المتولّد بين الأقطاب في التفاعلات الكيميائيّة.
  • طاقة الوقود: وهي الطاقة المستمدّة من احتراق الوقود، وتحويلها إلى حركة أو ضوء أو حرارة.
  • طاقة الرياح: وهي الطاقة المستمدّة من طاقة حركة الرياح، والتي يتمّ تحويلها إلى صورٍ أخرى من صور الطاقة.
  • مصبّات المياه: تمثّل مصبّات المياه مصدرًا من مصادر الطاقة، التي يتمّ تحويلها إلى طاقة كهربائيّة وميكانيكيّة في تشغيل الآلات.

 

أشكال الطاقة

تأخذ الطاقة أشكالًا مختلفة، نوضّحها على النحو التالي:

  • الطاقة الكيميائيّة: وهي الطاقة المستمدّة أو الناتجة من التفاعلات الكيميائيّة، سواء في النبات بتحويل طاقة الضوء من خلال البلاستيدات الخضراء، أو الناتجة عن الموادّ العضويّة الممتصّة من التربة، أو المتحوّلة عن طريق التمثيل الغذائيّ. أو من خلال تأيّن بعض المركّبات الكيميائيّة في المحاليل إلى سيل من الإلكترونات، أو التفاعلات الأخرى كما في البطاريّات الجافّة، فالطاقة الكيميائيّة هي الطاقة التي تتحرّر أو تنتج من تفاعل مادّتين أو أكثر.
  • الطاقة النوويّة: وهي شكلٌ من أشكال الطاقة الكيميائيّة الناتجة عن الاندماج أو الانشطار النوويّ، وتعتبر من أقوى أشكال الطاقة.
  • الطاقة الكهربائيّة: وهي الطاقة المترافقة مع تدفّق الإلكترونات من نقطة إلى أخرى، بفعل قطع المجال المغناطيسيّ من خلال ملفّ أو موصّل، أو من خلال تفاعلٍ كيميائيٍّ خاصّ.
  • الطاقة الحراريّة: وهي الطاقة الناتجة عن حركة جزيئات المادّة بكلّ صورها، وكذلك الناتجة عن الاحتراق أو التفاعل الكيميائيّ الطارد للحرارة، أو تحويل الطاقة الكهربائيّة، وعلى رأس كلّ ذلك الطاقة الحراريّة المستمدّة من الشمس.
  • الطاقة الميكانيكيّة: وهي الطاقة الناتجة عن الحركة بكلّ صورها.

 

أنواع الطاقة

من خلال تناولنا لصور الطاقة وأشكالها، نستطيع أن نستنتج من ذلك أنّ للطاقة نوعين، يمكن إيضاحهما فيما يلي:

  1. الطاقة المتجدّدة: وهي الطاقة الطبيعيّة، التي لا يتدخّل الإنسان في تكوينها أو صياغة حركتها، وهي مستمرّة ولا تنضب بكثرة الاستخدام، مثل الطاقة الشمسيّة، وطاقة الرياح، وطاقة المصبّات المائيّة.
  2. الطاقة غير المتجدّدة: وهي الطاقة التي تُستنزف باستخدام الإنسان لها، إن كانت طبيعيّة مثل البترول، أو التي يتدخّل الإنسان في صياغتها أو انتاجها، وهي بقيّة مصادر الطاقة الأخرى، كالطاقة الكيميائيّة.

 

مصير الطاقة

بدراسة العلماء لسلوك الطاقة، وعلى رأسهم أحد مؤسّسي علم الديناميكا الحراريّة يوليوس روبرت ماير، اكتشفوا أنّ الطاقة سواء في حالة وجودها، أو في حالة استغلالها أنّها “لا تفنى ولا تُستحدث من عدم، ولكن يمكن تحويلها من صورةٍ إلى أخرى”، وهو ما يُطلق عليه قانون بقاء الطاقة.

فالطاقة أيًا كانت متجدّدة أو غير متجدّدة لا يستطيع الإنسان إيجادها من العدم، أو ينتهي بها إلى العدم، ولكنّه يحوّلها من صورةٍ إلى أخرى، كالطاقة الكهربائيّة يحوّل فيها الإنسان الطاقة الحركيّة، والطاقة المغناطيسيّة إلى كهرباء، ويحوّل الطاقة الشمسيّة والكيميائيّة إلى طاقة كهربائيّة أيضًا، وهكذا.

 

تعدّ الطاقة هي مقوّم الحياة كلّها؛ فهي النواةُ الأولى للحياة، ومن الحكمة الإلهيّة أن تكون الطاقة سرمديّة تتحوّل من صورةٍ لأخرى، وإلّا لصارت الحياة أكوامًا من الأشجار البالية، والكائنات الميّتة، وصارت الدنيا كلّها مقبرةً كبيرةً لا مكان فيها لكائنٍ حيّ، ويبقى واجبٌ يفرض علينا نفسه وهو حسن استغلالها.

اقرا أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *