لا يمكن أن تستقيم الحياة بدون تقويمٍ للوقت، وتراكمه في هيئة التاريخ، فممارسة الشعائر الدينيّة، والمعاملات الماليّة بين الناس، والدفع الآجل، وترتيب الزراعة، وتنظيم الصناعة، وتدوين السجلّات، وتقييم الرواتب، وإقامة المعاهدات، وتنظيم الملاحة، وإقرار القانون، كلّ هذا وغيره لا يتمّ بدون التقويم، أيًّا كان هذا التقويم، وعليه فقد أخذت الأمم في التقويم لنفسها، أو استعارة هذا التقويم من الأمم السابقة أو المجاورة لها، وأوّل ما عرفه الإنسان التقويم الشمسيّ؛ حيث لاحظ الشمس تشرق وتغرب، معلنةً في انتظامٍ دؤوبٍ مع كلّ إشراقٍ بداية يومٍ جديدٍ، فاتّخذها ميقاتًا له، فكانت فكرة التقويم الشمسيّ، والأشهر الشمسيّة هي موضوع مقالنا، فتابعونا.
أسماء الأشهر الشمسية بالترتيب وما يقابلها بالميلادي
الترتيب | الميلادية | الأشهر الشمسية |
---|---|---|
1 | يناير | كانون الثاني |
2 | فبراير | شباط |
3 | مارس | آذار |
4 | ابريل | نيسان |
5 | مايو | أيار |
6 | يونيو | حزيران |
7 | يوليو | تموز |
8 | أغسطس | آب |
9 | سبتمبر | أيلول |
10 | أكتوبر | تشرين الأول |
11 | نوفمبر | تشرين الثاني |
12 | ديسمبر | كانون الأوّل |
التقويم الشمسيّ
يُعتبر التقويم الشمسيّ من أقدم التقويمات التي عرفها الإنسان، والتي استطاع تنظيمها وحسابها فلكيًّا بكلّ دقّة؛ حيث تمكّن من أن يصل إلى هامش خطأٍ في حسابها يمثّل فارق يومٍ كلّ 3300 سنة، وجاءت فكرة التقويم الشمسيّ من دورة الأرض حول الشمس دورةً كاملةً كلّ عام، ولكنّ الإنسان الأوّل بطبيعة الحال لم يكن يدرك تلك الدورة، ولكنّه كان يدرك آثارها من تعاقب ظاهرة الليل والنهار.
وكانت ظاهرة التعاقب تلك غير كافية لإدراك مضيّ العام؛ فهي تكفي فقط لحساب اليوم، فلذلك لجأ إلى إقران ذلك التعاقب بظهور بعض النجوم، والتي كان يتكرّر ظهورها مع مناخٍ محدّدٍ من السنة، وكان هذا النجم هو نجم الشعرى اليمانيّ، وكان ظهوره يعني مضيّ عامٍ كاملٍ.
تقسيم العام الشمسيّ
بطبيعة الحال يريد الإنسان أن ينظّم شئونه على مدار العام؛ لذا لجأ إلى ظاهرة تعاقب المناخ، فقام بتقسيم الظاهرة المناخيّة إلى ثلاثة فصولٍ، وكذلك أراد تقسيم تلك الفصول إلى أجزاءٍ صغيرة، فكان الشهر؛ حتّى يستطيع أن يدرك الأهداف البعيدة من خلال وحدة السنة، والمتوسطة من خلال وحدة الفصل السنويّ، والقريبة من خلال وحدة الشهر، والأمور الحالية من خلال وحدة اليوم، وهذا ما سنبيّنه على النحو التالي:
- وحدة الزمن اليوم: وهي الفترة ما بين شروق الشمس حتّى الشروق التالي.
- وحدة الزمن الشهر: وهي تعني في المتوسط مضيّ ثلاثين تعاقبًا لليوم، وسنفرد له عنوانًا مستقلًا (الأشهر الشمسيّة).
- وحدة الزمن الفصل: وهي مجموعة من الأشهر المتساوية، كلّ مجموعةٍ منها تمثّل ثلث عامٍ، وتعني فترة مناخيّة محدّدة من السنة، وهي الصيف والشتاء والربيع، ثمّ تمّ تقسيمها إلى أربعة فصولٍ فيما بعد بما يعادل ثلاثة شهور لكلّ فصل، وهي الصيف والخريف والشتاء والربيع.
الشهور الشمسيّة
عند تقسيم العام إلى أجزاءٍ تمّ تقسيمه إلى 12 جزء، وفقًا لنظام العدّ الآشوريّ، وأُطلق على كلّ جزءٍ شهرًا، وتمّ تسمية كلّ شهرٍ في بادئ الأمر بترتيب عدده، ثمّ تبعًا لمناخه إذا كان المناخ يبلغ ذروته في هذا الشهر، أو باسم معبودٍ إذا وافق هذا الشهر مناسبة احتفالٍ به مثلًا، أو تخليدًا لاسم حاكم، وهذه الأشهر هي:
- كانون الثاني/ يناير: 31 يومًا، وقد تمّ تسميته نسبةً إلى معبود البدايات والنهايات جانوس.
- شباط / فبراير: 28 أو 29 يومًا، وكان يُحتفل فيه بعيد القصاص فيبروا؛ ولذلك جعلوه أقصر الشهور.
- آذار/ مارس: 31 يومًا، نسبة إلى إله النصرة في الحرب مارز أو مارس، وكان هو الشهر الأوّل من العام قديمًا.
- نيسان/ أبريل: 30 يومًا، وتعني الثاني وفقًا للترتيب الرومانيّ القديم، كما كان يوافق الاحتفال بعيد الإله أفروديت.
- أيار/ مايو: 31 يومًا، نسبةً إلى إله النموّ أو الأرض عند الرومان.
- حزيران/ يونيو: 30 يومًا، نسبةً إلى الآلهة الملكة عند الرومان.
- تموز/ يوليو: 31 يومًا، نسبةً إلى الحرّ الشديد، أو إلى الإمبراطور جوليوس أو يوليوس.
- آب/ أغسطس: 31 يومًا، نسبةً إلى أحد القواد العظام، الذي تمّ تسميته أغسطس من قِبل القائد الرومانيّ يوليوس.
- أيلول/ سبتمبر: 30 يومًا، نسبةً إلى ترتيبه السابع قديمًا، وفقًا للترتيب القديم قبل التعديل.
- تشرين الأول/ أكتوبر: 31 يومًا، نسبةً إلى ترتيبه الثامن قديمًا قبل التعديل.
- تشرين الثاني/ نوفمبر: 30 يومًا، نسبةً إلى ترتيبه التاسع قديمًا، قبل التعديل أيضًا.
- كانون الأوّل/ ديسمبر: 31 يومًا، نسبةً إلى الترتيب العاشر، وفقًا للترتيب القديم.
لقد أُدخل الكثير من التعديلات على الشهور الشمسيّة، سواء من حيث عدد الأيام لكلّ شهر، أو من حيث الأيام الإجماليّة للسنة؛ حيث اُكتشف أنّ هناك فارقًا بالعجز في التقويم، مقداره يومًا كلّ أربع سنوات، فتمّ إضافته إلى شهر شباط/ فبراير، ليصبح 29 يومًا كلّ أربع سنوات بدلًا من 28 يومًا، وكذلك تعديلاتٍ أخرى من حيث إعادة ترتيب الشهور، لتصبح على ما هي عليه الآن.