يعدّ النفط الذي تعمل به محركات الاحتراق الداخلي، والدفع النفاث للصواريخ، عصب اقتصاديات الدول التي تملكه، بل ويعد متغيرًا جوهريًا في تشكيل خريطة العالم اقتصاديًا، ويمثل النفط مصدرًا طبيعيًا من مصادر الطاقة التي تكونت عبر ملايين السنين بباطن الأرض، بفعل العوامل الطبيعية من ضغط وحرارة، كما أن له وحدات قياس خاصة به، تستمد أهميتها من أهميته، ولهذا سوف نتناول بشيئ من التفصيل النفط ووحدات قياسه فتابعوا معنا:
ماهية النفط ؟
النفط هو منتج أحفوري من منتجات الطبيعة التي تكونت في باطن الأرض وتحت أسطح البحار والمحيطات، نتيجة تحلل الكائنات التي طُمرت بباطن الأرض عبر ملايين السنين، وهذا بفضل العوامل الجيولوجية والمناخية، ولهذا السبب تتركز مناطق مخزون النفط في الأماكن المتآخمة للبحار والمحيطات.
وحدة قياس النفط
وحيث أن النفط يوجد في صورة سائلة؛ لذا تستخدم في قياسه وحدات القياس المرتبطة بالوزن والحجم، وتتمثل في:
البرميل:
وهو وحدة القياس الدولية المستخدمة لقياس النفط، في الإنتاج والتصدير والاستيراد والتسعير، ويساوي 42 جالون أمريكي.
الجالون:
وهو من وحدات القياس الفرعية وتتّخذه بعض الدول كوحدة قياس دارجة، مثل الولايات المتحدة، ويساوي 3.785 لتر.
اللتر:
وهو أقل الوحدات لقياس النفط، ويساوي 0.264 جالون تقريبا، وتستخدمه بعض دول الشرق الأوسط وأوروبا.
كيفية استخراج النفط
تحتاج عملية استخراج النفط إلى رؤوس أموال ضخمة؛ ولذا تقوم به الشركات الكبيرة، والشركات متعددة الجنسيات، وتتم عملية استخراج النفط عبر مرحلتين أساسيتين، وهما مرحلتي المسح والاستخراج، وذلك على النحو الآتي:
أولا: مرحلة المسح
وفيها يتم اختيار وتحديد أماكن تركّز النفط، من خلال عمل الدراسات لبعض المناطق ذات التاريخ الجيولوجي القديم، وتتم عملية المسح من خلال المسح المغناطيسي والزلزالي والمسح الثقلي، وعليه يتم تحديد النقاط الاستراتيجية لتجمع النفط.
ثانيا: مرحلة الاستخراج
وهي أهم المراحل، حيث تكلّل فيها جهود الدول بالنجاح بإضافة مصدرًا اقتصاديًا جديدًا إلى مصادرها باستخراجه، وتكون عن طريق الحفر الذي يتخذ الصور الآتية:
الحفر الاختباري:
و هو عبارة عملية تجسيس أو تحسس لطبقات الأرض بالحفر، وتهدف عملية الحفر الاختباري إلى التحقق من وجود النفط فعلًا في الأماكن والنقاط التي تم تحديدها في مرحلة المسح.
الحفر النهائي:
وهي العملية التي يتم فيها استخراج النفط وتكون عقب نجاح عملية التحقق من وجود النفط فعليًا، والذي نتج عن الحفر الاختباري، وتتخذ مرحلة الحفر النهائي عدة وحدات تتمثل في الآتي:
- وحدات حفر مرتكزة على قاع البحر: وهذه الوحدات تتخذ من قاع البحر مرتكزًا لها وترتفع حتي فوق سطح البحر، وهذه الوحدات ثابتة، يتم إنشاؤها فوق مناطق المخزون الاستراتيجي الكبير من النفط، الذي يستمر استخراجه عدة عقود من السنين.
- وحدات عائمة: ويتم بناؤها فوق طوافات على سطح المياه بالبحر أو المحيط، وهي الأكثر شيوعًا في الاستخدام، حيث يمكن استخدامها لاستخراج النفط من أكثر من نقطة، على عكس الوحدات الثابتة المرتكزة على قاع البحر، ثم تتم عملية التكرير إما في مناطق استخراج النفط وهي قليلة نسبيًا، وإما نقله خامًا إلى معامل التكرير المتخصّصة في ذلك في بلدان أخرى.
أهمية النفط
يعد النفط مصدرًا رئيسيًا من مصادر الدخل القومي للدول المنتجة له، وكذلك الدول التي تعمل على تكريره، ويعتبر النفط مادة أولية، حيث يستخرج منه عدّة مشتقات بترولية بعد عملية التكرير، كالسولار والغاز والبنزين، وهي مواد الطاقة الأكثر أستخدامًا عالميًا، كما يدخل النفط في العديد من الصناعات المعدنية، والكيماوية، وبعض المنسوجات، ورصف الطرق.
وعلى هذا يكون النفط من الأهمية بمكان، فلا يمكن الاستغناء عنه على المستوى الفردي أو الدولي، فهو يستحق عن جدارة لقب الذهب الأسود.