يعتقد البعض بأن الأرض التي نعيش عليها، هي مجموع اليابسة، والماء فحسب، وإنما الحقيقة على خلاف ذلك؛ فالأرض هي عبارة عن اليابسة، والماء، والغلاف الجوي أيضًا، فيصبح التعبير الدقيق، الأرض التي نعيش فيها، وليس عليها، والغلاف الجوي هو عبارة عن الهواء بمكوناته، المحيط بالكرة الأرضيّة، والذي تمسك به الأرض بفعل جاذبيتها.
ويتكون الهواء من عدّة غازات، تتواجد بنسب مختلفة، ومنها ما يتمركز حول الأرض لارتفاع كثافته، ومنها ما يوجد في الطبقات العليا لقلّة كثافته، وسوف نتناول في مقالنا، مكونات الهواء، فتابعونا.
الغلاف الجويّ (الهواء)
يحيط الغلاف الجويّ بالكرة الأرضيّة، بفعل الجاذبية الأرضيّة، ويمتدّ في السماء بسمك حوالي 480 كم من سطح البحر، وتكون كثافته أكبر ما يكون حتى 16 كم من سطح البحر، أما المسافة التي تقع ما بين 16 كم، وحتى نهاية الغلاف الجويّ، فهي أقلّ كثافة، وتتناقص تلك الكثافة شيئًا، فشيئًا، حتى تصل إلى أقلّ ما يكون، حتى تكاد تكون صفرًا.
فوائد الغلاف الجوي
للغلاف الجويّ، أو الهواء، فوائد عظيمة، بالنسبة للحياة على الكرة الأرضيّة، فلولاه لانعدمت الحياة بأكملها، أو على أقل تقدير، لكانت الحياة على غير الشكل الذي نعيشه الآن، وتلك الفوائد لا يمكن حصرها؛ لأن العلم يكشف منها الجديد كل يوم، ويمكن ذكر البعض منها فيما يلي:
حفظ حرارة الأرض:
تعتبر الحرارة من الأهمية بمكان، بالنسبة للحياة على الأرض؛ فهي تعمل على حفظ التوازن البيئيّ للأرض، والتوازن بين انسياب الجليد، وسقوطه بالبحار والأنهار والمحيطات، وتراكمه مرة أخرى على هيئة جبال من الجليد، وكذلك عمليّة التبخر وهطول الأمطار، وبالتالي الحفاظ على دورة وحركة المياه بالنسبة للأرض، وإلا غرقت الأرض في المياه، أو جفت الأرض، فاستحالت الحياة عليها.
احتوائه على غازات الحياة
يحتوي الغلاف الجويّ (الهواء)، على الغازات التي تمدّ الكائنات الحيّة بتكامل دورة حياتها، فلا تستطيع الكائنات الحية الاستغناء عن الأكسجين، أو النيتروجين، فجميع الكائنات الحيّة تتنفس الأكسجين، ويستمدّ النبات النيتروجين اللازم لحياته من التربة؛ وبالتالي تكتمل دورة الحياة من التكامل في سلسلة الغذاء، بين جميع الكائنات الحية على مختلف هرم أو سُلّم، أو سلسلة الغذاء.
حفظ الأرض من الأشعة الضارة
يحفظ الغلاف الجويّ، أو الهواء، الأرض من الأشعة الكونيّة الضارة؛ حيث يحتوي الكون على العديد من الإشعاعات الضارة، المنبعثة من النجوم المجاورة، والغازات الناتجة عن الشهب والنيازك المحترقة، وكذلك يحفظها من الانبعاثات الشمسيّة الضارة، كالأشعة فوق البنفسجية المسرطنة.
مخزن للغازات
يعتبر الهواء مخزنًا لجميع الغازات، اللازمة للحياة على الأرض، ولاكتمال دورة الحياة عليها، واللازمة أيضًا لنهضتها وتقدمها في شتى مجالات الحياة، وخاصة الصناعيّة منها، فالمعمل الصناعيّ، أو الكيميائيّ دائمًا في حاجة إلى الغازات، كصناعة الحديد والصلب، وانطلاق الصواريخ، وكذلك الصناعات الغذائيّة، وغيرها من الصناعات الأخرى.
الملاحة الجويّة
يعتبر الغلاف الجوي،ّ وسطًا مناسبًا للملاحة الجويّة، فلولا الهواء بكثافته النسبيّة الملائمة؛ لما استطاعت الطائرات الطفو في الهواء و الانتقال من مكان لآخر، بتلك السرعات الهائلة.
مكونات الهواء
يتكون الهواء من العديد من الغازات بنسب مختلفة، على هيئة طبقات متراصّة بعضها فوق بعض، من الأعلى كثافة إلى الأقل كثافة، ويختلف تواجدها باختلاف تلك الطبقات؛ حيث يوجد بعضها ممتزجًا، وخاصة بالطبقة الأولى منه، ويمكن تناول تلك المكونات على النحو الآتي:
- النيتروجين: ويمثّل 78.084%، ويرمز له بالرمز N2.
- الأكسجين: ويمثّل 20.946%، ويرمز له بالرمز O2.
- الأرجون: ويمثّل 0.934%، ويرمز له بالرمز Ar.
- النيون: ويمثّل 0.0018، ويرمز له بالرمز Ne.
- الهيليوم: ويمثّل 0.000524%، ويرمز له بالرمز He.
- الميثان: ويمثّل 0.0002%، ويرمز له بالرمز CH4.
- الكريبتون: ويمثّل 0.000114%، ويرمز له بالرمز Kr.
- الهيدروجين: ويمثّل 0.00005%، ويرمز له بالرمز H2.
- ثاني أكسيد النيتروز: ويمثّل 0.00005%، ويرمز له بالرمز N2O.
- الزينون: ويمثّل 0.0000087%، ويرمز له بالرمز Xe.
بالإضافة إلى الغازات التي تتغير من وقت لآخر وهي:
- بخار الماء: ويمثّل 7-0%، ويرمز له بالرمزH2O.
- ثاني أكسيد الكربون: ويمثّل0.1-0.01%، ويرمز له بالرمز CO2.
- الأوزون: ويمثّل 0.01-0%، ويرمز له بالرمز O3.
- ثاني أكسيد الكبريت: ويمثّل 0.0001-0%، ويرمز له بالرمز SO2.
- ثاني أكسيد النيتروجين: ويمثّل 0.000002-0%، ويرمز له بالرمز NO2.
وبالرغم من اختلاف دورة الحياة، وتعاقبها عبر الزمن، إلا أن المكونات التي تضمن الحياة على الأرض، ما زالت شبه ثابتة، ولكن مع التقدم التكنولوجيّ الهائل، والغازات المنبعثة من المصانع على مدار اليوم، يبقى السؤال، هل ستظل ثابتة كما هي؟!، وخاصةً بعد وجود مؤشرات عن خلل في طبقة الأوزون، لا نكاد نجزم بنعم، فياليتنا نحافظ على بيئتنا على طبيعتها كما خلقها الله.