يحتوي العالم من حولنا على العديد من المواد الطبيعية، التي من شأنها إحداث تغيّرات عظيمة، وذلك من خلال ستخدامها في العديد من الاختراعات المفيدة، بالإضافة إلى أنه يمكن إنتاج الكثير من المواد الأخرى منها، كما يمكن لتلك المواد الطبيعية، والناتج عنها الدخول ضمن الصناعات العديدة، وإحداث فارق واضح، وطفرة كبيرة في حياة المجتمع ككل، ويعدّ الزئبق أحد أهم هذه المواد الطبيعية، والتي أثارت اهتمام الكثير من الناس بصفة عامة، والعلماء بصفة خاصة.
ولقد نشأ عند الإنسان منذ زمن بعيد، الفضول نحو التعرف على مادة الزئبق الشهيرة، ومن أين تستخرج، وما إلى ذلك فيما يتعلق به، ويمكن لمتابعينا التعرف علي كل هذه المعلومات، من خلال هذا المقال، على النحو التالي.
ماهّية الزئبق
يعدّ الزئبق واحدًا من الفلزات التي تمتاز باللون الفضيّ، وتتسم بقوام ذي ليونة ومرونة عالية، وهو يوجد سائلًا في درجة حرارة الغرفة، كما أنه يمكنه التمدد والانزلاق بقدرة فائقة، ولقد تمّ التوصل إلى الزئبق منذ عدة قرون؛ فهو معروف عند الهندوس والمصريين القدماء، والإغريق.
خصائص الزئبق
علي الرغم من معرفة الزئبق منذ آلاف الأعوام، إلا أنه لم يتمّ استخدامه إلا في عام ١٥٠٠ ميلاديًا بصورة علميّة؛ حيث أطلق عليه أرسطو اسم الفضة السائلة، كما يمتاز الزئبق بعدّة خصائص تميزه عن غيره من المعادن، ومن أهم تلك الخصائص ما يلي:
- يمثل الزئبق أحد العناصر الكيميائيّة المعروفة بثقل وزنها، أي أنه عالي الكثافة.
- يمتاز الزئبق على خلاف العناصر المعدنية الأخري، بقوامه السائل، حتى في درجة حرارة الغرفة.
- يتمتع الزئبق بالقدرة على التبخر.
- عندما يتعرض بخار الزئبق لشرارة كهربائية، ينتج عنه بعض الأشعة الضارة، المعروفة بـالأشعة الفوق بنفسجية.
- عندما يتعرض الزئبق للتجم،د يصبح لونه فضيّ يميل إلي اللون الأزرق.
أماكن وطرق استخراج الزئبق
يتوفر الزئبق في الطبيعة، وفي بعض المواد الأخرى، ويمكن توضيح أهم أماكن استخراج الزئبق فيما يلي:
من الطبيعة:
يتوفر الزئبق بشكل كبير في الطبيعة؛ حيث يتواجد على هيئة مواد خام تعرف باسم السوداء، ويتوفر بكثرة في العديد من الدول مثل أسبانيا، وأمريكا، والسعودية، والمكسيك، وكندا، وتعتبر أسبانيا هي أغنى دول العالم بالزئبق.
داخل الأحجار النفيسة:
كما يمكن أن يتمّ استخراج الزئبق، من الأحجار التي تهبط علي الأرض في صورة شهب، كما يتوفر الزئبق الأبيض أيضًا بكثرة في الأحجار النفيسة؛ حيث يمكن أن يتكون الزئبق من الأحجار النابعة من البراكين، وعند تراكمها للعديد من السنوات، يتكون الزئبق علي هيئة بيضة.
تتعدد ألوان الزئبق مثل اللون البرتقاليّ، والأرجوانيّ، والأصفر، والأسود، والأحمر، وكلها ناتجة من لون واحد أساسيّ وهو اللون الأبيض، ولكن مع التعرض المستمر لأشعة الشمس، يتغير لونه إلى الألوان السابق ذكرها.
الحيوانات والنباتات:
يتوفر الزئبق في عدد من الحيوانات، والطيور، والبيض، والأسماك التي يتغذى عليها البشر، ولكن هذا التواجد في الطيور والحيوانات ليس في مصلحة الإنسان؛ حيث أنه قد يسبب العديد من الأضرار والتلوث، فضلًا عن خطر الإصابة بالتسمم؛ نتيجة تناول أطعمة ملوثة بمادة الزئبق.
كما أنه يتواجد أيضًا في النباتات بفعل المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، التي يتمّ رشّ الزرع والنباتات بها بصفة دائمة.
طريقة استخراج الزئبق الخام
يتوفر الزئبق بنسب قليلة في القشرة الأرضيّة، بينما يمكن الحصول على كميات كبيرة من الزئبق، من خلال استخراجه من مادة الزنجفر، وهي عبارة عن خليط مركب من الكبريت، والزئبق، وعند تسخين ذلك الخليط في الهواء، ينتج عنه تفاعل كيميائيّ بين الكبريت، والأكسجين المتوفر في الهواء.
عند تفاعل الأكسجين ومادة الكبريت، يصدر عنهما غاز آخر يطلق عليه غاز ثاني أكسيد الكبريت، ثم يتمّ تبخر هذا الغاز، ويترسب خلفه الزئبق الخام، والنقيّ.
نال الزئبق منذ التعرّف عليه اهتمام الكثير من البشر، ظنًا منهم أنهم يمكنهم بواسطته تحويل بعض المعادن الرخيصة والركيكة إلى معادن نفيسة، ولكنهم فيما بعد تمكنوا من استخدامه عمليًّا في العديد من الصناعات والمجالات المهمّة، مثل، الطبّ والكيمياء، ولازال العلماء يضعونه تحت البحث والدراسة؛ للاستفادة من خصائصه النادرة، التي يتميز بها من بين الفلزات.