هناك العديد من المواد الطبيعية التي ساهمت في أهم وأعظم الصناعات، والتي ساعدت الإنسان بشكل مباشر في النهوض بحياته، والتطوير منها، بهدف تحقيق الراحة والرفاهية، وجميع سبل الأمان والحماية والاستقرار، وهناك أيضًا من المواد التي لم يكشف التاريخ حقيقتها وأسرارها بعد، ويدخل الزئبق الأحمر ضمن تلك المواد التي ذاعت شهرتها منذ زمن بعيد، وتمّ الترويج لها من قِبل بعض الدول لأهميتها؛ حيث أنها تدخل في العديد من الصناعات الإستراتيجية، وبسبب هذه الشهرة الأسطورية التي يتمتع بها الزئبق الأحمر، سوف نتناوله بالتفصيل من خلال مقالنا هذا، فتابعونا.
ماهيّة الزئبق الأحمر وتواجده
يعدّ الزئبق واحدً من أهم المواد الكيميائية المتواجدة في الطبيعة، هيئة مركبات فلزيّة، فهو أحد المعادن التي لا توجد منفردة، حيث يتمّ استخراجه من الأحجار النفيسة، والقشرة الأرضيّة، والزنجفير هو المادة الأساسية لاستخراجه، ويوجد نوعان من الزئبق هما:
الأول: الزئبق الفضيّ اللون
وهو المعروف والمتداول بين الناس، ويرمز له كيميائيًّا بالرمز Hg، والوزن الذري له 80، وكثافته تبلغ 13.54جم/ سم3، ويوجد سائلًا في درجة حرارة الغرفة؛ حيث أنه يتجمد عند درجة حرارة -39 °م، ويغلي عند درجة حرارة 357°م، وله العديد من الاستخدامات المألوفة بين الناس، والأوساط العلميّة.
الثاني: الزئبق الأحمر
وهو نوع شحيح الوجود في الطبيعة، ولكن يتمّ الحصول عليه بعدة طرق منها:
- استحداثه كيميائيّا من الزئبق التقليديّ، وفي ظروف علميّة غامضة، وحتى الآن لم يتم الإفصاح عنها بعد، إلا النذر اليسير من المعلومات الطفيفة عن ذلك.
- يمكن الحصول عليه من خلال دمج كل من الذهب والكبريت، تحت شروط كيميائيّة قاسية جدًا، وبنسب كيميائيّة تم احتكارها صناعيًّا.
- يتمّ الحصول عليه من بعض المقابر الفرعونيّة البكر، التي لم يتم العبث بها.
- هناك بعض المكونات لبعض الآلات القديمة التي استخدم فيها خام الذهب، أو أكسيد الزئبق، تّم استخدامها كمصدر ثانوي للزئبق الأحمر.
أهم الدول المنتجة للزئبق الأحمر
كما ذكرنا من قبل بأن الزئبق الأحمر فلزّ شحيح الوجود في الطبيعة، بالإضافة إلى ذلك فهو يحتاج إلى خبرة علميّة كبيرة في تصنيعه، لذلك فهناك بعض الدول التي تحتكر إنتاجه، أو إنتاج أكبر نسبة منه، وهي:
روسيا: تحتلّ روسيا المركز الأول في إنتاج الزئبق الأحمر، وفقًا لما هو متداول إحصائيا، ولكن تسيطر عليه بعض الجهات غير الرسميّة داخلها، ويتمّ توجيه أغلب إنتاجه إلى الصناعات العسكرية.
جنوب أفريقيا: تتمتع جنوب أفريقيا بأكبر مخزون خام للمادة الأولية من الزنجفيرلإنتاج الزئبق الأحمر، ولكن لا يتمّ إنتاجه بداخلها، بل يتمّ تصدير المادة الأولية الخام إلى بعض الدول الأوربية؛ ليتم إنتاجه هناك باستخدام التكنولوجيا عالية التقدم.
الاستخدامات الشائعة للزئبق الأحمر
نظرًا إلي المعلومات الطفيفة التي تمّ تداولها عن الزئبق الأحمر؛ حيث أنه قد أحاطت به هالة من الغموض، والتي لازالت تستأثر به، وبصناعته بعض الدول؛ مما أدى إلى ارتفاع ثمنه إرتفاعًا كبيرًا، إلا أن بعض الصناعات التي شاع استخدامه فيها، لم تعد سرًا علميًّا الآن، ويمكن تناولها في الآتي:
- صناعة وتصاميم القنابل الاندماجيّة، وذلك من أجل القيام بدور المفجر البدائي، عوضًا عن الوقود الانشطاري، الذي كان يستعمل في القنابل الاندماجيّة.
- والذي أكد تلك المعلومة المخترع صامويل كوهين، صاحب القنبلة النيوترونيّة، ولكن بشكل علمي لا يمكن الوصول إلى كيفية ذلك ، نظرًا إلي أن المعلوم حاليًا، أن أي عملية تفجير لأي مادة عادية، لن يُحدث انفجارًا يمكن مقارنته مع الانفجار الهائل، الذي ينتج عن الوقود النووي، إلا أن صامويل كوهين أكد أن استخدامات الزئبق الأحمر في التفجير ليست عادية.
- وشاع أيضًا استخدام الزئبق الأحمر بين أوساط الماجيك، لما يقومون به من أعمال خارقة أمام الجمهور، ولكن تلك الاستخدامات من قبلهم، ما زالت سر من أسرار المهنة لا يفصحون عنه علانية.
- كما يستخدم أيضًا في إنتاج وصناعة مادة اليورانيوم، والبلوتينيوم، اللتين تستخدمان في الصناعات النووية.
وبالرغم من قلّة المعلومات المتوافرة عن الزئبق الأحمر وندرتها، إلا أنه لا يمكن القطع أو الجزم بعدم وجودها، وعلى الرغم أيضًا من كثرة المشككين في وجوده، لا يمكن مسايرتهم في ذلك، لأن العلم لا حدود له، فكثير من شكك في فكرة الطيران وإمكانية حدوثه، وها نحن الآن نرى الطائرات الفارهة ونعايشها، وأيضا من قال باستحالة نقل إشارة الصوت لاسلكيًّا، وها نحن نسمع ونشاهد أيضًا، فسيكشف المستقبل يومًا ما أسراره المغلقة.