سعى الإنسان منذ القدم إلى تنظيم وقته بشكلٍ أو آخر، وواصل جهوده الحثيثة؛ للوصول إلى آلةٍ يستطيع من خلالها ضبط ذلك الوقت، ليس على المستوى الشخصيّ فحسب، بل على المستوى المجتمعيّ، ثمّ على المستوى العالميّ، ومازالت بحوثه مستمرّة للوصول إلى ذلك الغرض، باختراعه آلةٍ لضبط الوقت لا تعرف فروق التوقيت، ألا وهو التوقيت المطلق، فمن الساعة الرمليّة إلى الساعة الذريّة لم يتغيّر مفهوم التوقيت فحسب، بل تغيّر مفهوم الزمن أيضًا، من السنة، إلى الشهر، إلى اليوم، حتّى الفيمتو ثانية، وكم ثانية في الشهر هو موضوع مقالنا، فتابعونا.
كم ثانية في الشهر ؟
الشهر الواحد فيه 30 يوم ، واليوم فيه 24 ساعة ، والساعة فيها 60 دقيقة ، والدقيقة فيها 60 ثانية. ويمكن حساب عدد الثواني في الشهر من خلال ضرب عدد الأيام × عدد ساعات اليوم × عدد الدقائق في الساعة × عدد الثواني في الساعة:
30 يوم × 24 ساعة × 60 دقيقة × 60 ثانية = 259,200 ثانية
إذاً عدد الثواني في الشهر الواحد = 259,200 ثانية
مفهوم الزمن
كثيرٌ من الناس ربّما لا يسأل نفسه هذا السؤال، ما هو الزمن؟ على اعتبار أنّ مفهوم الزمن من الوضوح الذي يجعله من المسلّمات التي لا تحتاج لمثل هذا السؤال، والعكس صحيحٌ تمامًا؛ فإنّ مفهوم الزمن من الكميّات الفيزيائيّة الأكثر تعقيدًا، وذلك ما كشفت عنه نظريّة النسبيّة لألبرت أينشتين، بأنّ الزمن كميّة فيزيائيّة نسبيّة متّجهة، وليست مطلقة.
وأنّه لو استطاع الإنسان أن يتحرّك بسرعة الضوء التي تبلغ 229,792,458 م/ ث، لتوقّف الزمن بالنسبة إليه، ولكن وفقًا لأبحاث جيمس أودونيك ثار جدلٌ جديدٌ حول سرعة الضوء، والتي أشار من خلالها بأنّ سرعة الضوء المشار إليها هي سرعةٌ بطيئةٌ جدًّا بالنسبة لفيزياء الكون.
فلك أن تتخيّل الفترة الزمنيّة التي يستغرقها الضوء المنبعث من النجوم خارج مجموعتنا الشمسيّة، والذي يستغرق مئات من السنوات الضوئيّة حتّى يصل إلينا؛ ممّا يتغيّر معه بالتبعية مفهوم الزمن أيضًا، ولكن بعيدًا عن المفاهيم الفيزيائيّة التي يدّق تخصّصها، نستطيع تعريف الزمن بأنّه:
“تدفّق الوقت التلقائيّ، والذي يمكن قياسه بعدد تردّدات فوتونات ذرّة السيزيوم 133، لمدّة دورة كاملة”.
تقسيم الزمن
قام الإنسان منذ البدء بتقسيم الزمن إلى وحدات بنائيّة متداخلة، بحيث أنّ كلّ وحدة بنائيّة تستوعب الوحدة الأقلّ منها، وذلك في شكل حلقاتٍ متداخلة، كما لو كانت هناك حلقات موجات البحر، التي تتكوّن عند إلقاء حجر في مياهه، فمكان إلقاء الحجر تكون الوحدة الأولى من الزمن، ولتكن الثانية، ثمّ حلقة الدقيقة، ثمّ حلقة الساعة، وهكذا، وعليه فإنّ الزمن يتكوّن من وحدة الثانية، ثمّ وحدة الدقيقة، ثمّ الساعة، ثمّ اليوم، فالشهر، فالسنة.
الشهر كم ثانية
يتكوّن الشهر من عدّة وحدات زمنيّة أقلّ على النحو السابق بيانه، ولكن يتوجّب علينا إيضاح ذلك بعض الشئ، على النحو التالي:
أوّلًا: الوحدة البنائيّة للشهر
على الرغم من أنّ الثانية هي الوحدة البنائيّة الأولى للزمن عمومًا، إلّا أنّه عند الحديث عن الشهر تكون الوحدة البنائيّة له هي اليوم، والذي يمثّل: “الفترة الزمنيّة التي يستغرقها دوران الأرض حول نفسها دورةً كاملةً أمام الشمس، ويمثّل الشهر 30 دورة من تلك الدورات، والتي يُطلق على الواحدة منها يوم”.
ثانيًا: الوحدة البنائيّة لليوم
تمّ تقسيم اليوم إلى 24 جزء، يُطلق على الواحد منها ساعة، والتي تقسّم هي بدورها إلى 60 جزء، وتعدّ الثانية هي الوحدة البنائيّة الأولى لذلك الجزء من الوقت.
ثالثًا: الوحدة البنائيّة الثانية
مرّت وحدة الثانية بالعديد من المراحل لضبط قيمتها الزمنيّة، ابتداءً من مدّة حركة بندول الساعة، حتّى فترة تردّد إشعاع عنصر السيزيوم 133، وهو ما يعتبر أحدث تقنين لوحدة الثانية، والتي هي عبارة عن “9,192,631,770 فترة تردّد إشعاع عنصر السيزيوم 133”.
وعليه يمكننا القول بأنّ الشهر بوحدة الثواني يساوي:
30 × 24 × 60 × 66 = 2,592,000 ثانية
↓ ↓ ↓ ↓ = ↓
شهر يوم دقيقة ثانية = مدّة الشهر بالثانية
لقد فطر الله الإنسان على حبّ المعرفة والسعي؛ للوصول إلى درجة الكمال الإنسانيّ، فلا يأل جهدًا في تفانيه في البحث وراء الحقيقة ودقائق الأمور، وكان البحث وراء معرفة كنه الزمن من جلّ تلك الاهتمامات، ولكن ربّما يبقى ما هو أهمّ، ألا وهو كيفيّة استهلاكنا لذلك الزمن، الذي إذا ولّى لا يُدبر إلى قيام الساعة.
