يعتقد البعض أنّ الزمن ليس له وجودٌ فيزيائيّ، ويعتقدون أيضًا أنّه مجرّد شئ معنويّ مطلق ندركه بالإحساس، وهذا الاعتقاد ساد لفترةٍ طويلة حتّى في الأوساط العلميّة، إلى أن جاء أينشتاين ليبدّد تلك الشكوك، واستطاع أن يثبت أنّ الزمن مكوّن فيزيائيّ نسبيّ تتجاذبه كميّتان فيزيائيّتان هما معدّل التسارع والاتّجاه، ومن خلالهما يمكن أن يتباطأ الزمن حتّى أن يتوقّف تمامًا، عندما يصل معدّل تسارع الجسم إلى سرعة الضوء، ويحدث العكس عندما نعكس اتّجاه حركة الجسم، وأيًّا كان مدى اتّفاقنا أو اختلافنا مع أينشتاين فنحن مازلنا نقيس الزمن بالثانية، والساعة، والسنة، والدقيقة، وما فوقها أو دونها من وحدات زمنيّة أخرى، وكم دقيقة في السنة هو موضوع مقالنا، فتابعونا.
كم دقيقة في السنة؟
في السنة الواحدة بها 365 يوم ، وفي اليوم 24 ساعة ، وفي الساعة 60 الدقيقة.
- إذاً عدد الدقائق في السنة = 365 يوم × 24 ساعة × 60 دقيقة = 525600 دقيقة.
- إذاً هناك 525600 دقيقة في السنة الواحدة
ماهيّة الزمن
يعتبر الزمن على قدر بساطة تعاملنا معه، من أعقد الكميّات الفيزيائيّة فهمًا وإدراكًا وسيطرةً، فإنّنا بشكلٍ أو آخر نستطيع أن نغيّر من سرعة سيّارتنا زيادةً أو نقصانًا، ونستطيع كذلك أن نغيّر من درجة حرارة غرفة معيشتنا، أو كميّة الوقود لمحرّكات مصنعنا، وغير ذلك من هذا القبيل، ولكنّنا لا نستطيع فعل ذلك مع الزمن بالطرق التقليديّة مطلقًا.
ولقد تمّ تعريف الزمن كلاسيكيًّا وفقًا لمفاهيم نيوتن بأنّه: ” تدفّق الوقت التلقائيّ بشكلٍ متجانسٍ بين حدثين متتاليين، وهو تقدميّ لا رجعة فيه”، ويرى اتّجاهٌ آخر من الكلاسيكيّين أيضًا أنّ الزمن هو: “الظرف الذي تجري فيه الأحداث وهو مستقلٌ عنها”، وهو ما يُطلق عليه “الزمن النيوتنيّ”.
بينما يرى علماء الفيزياء الحديثة بأنّ الزمن هو: “البعد الثالث لكلّ متغيّرين يؤثّر ويتأثّر بهما، وهو نسبيٌّ قابلٌ للانطلاق والتوقّف شأنه شأن المتغيّرات الأخرى”، وهو ما يُعرف بمفهوم “الزمن الأينشتينيّ”.
الدقيقة كوحدة قياس للزمن
تُعتبر الدقيقة وحدة بنائيّة جزئيّة أو فرعيّة للزمن، والتي تتكوّن من 60 وحدة بنائيّة أوليّة، وهي الثانية التي تعدّ الوحدة الرئيسة لقياس الزمن، وقد مرّ تعريف الثانية كوحدة أوليّة لبناء الزمن بأكثر من مرحلة، تختلف درجة دقّة تلك المرحلة باختلاف تكنولوجيا هذه المرحلة.
فباختراع الساعة البندوليّة كانت تُعرّف الثانية بأنّها “الفترة الزمنيّة التي يستغرقها بندول الساعة لعمل شوط كامل”، وتطوّر ذلك المفهوم حتّى اختراع الساعة الذريّة، فأصبحت وحدة الثانية أكثر دقّة؛ حيث أصبح هامش الخطأ بها ما يعادل ثانية واحدة كلّ عشرة مليون سنة!
وتمّ تعريفها بأنّها “الفترة التي يستغرقها إشعاع عنصر السيزيوم 133 عدد 9,192,631,770 فترة إشعاع، أو تردّد إشعاعيّ”، والدقيقة تمثّل 60 ثانية.
السنة كوحدة قياس للزمن
يتميّز المفهوم النيوتنيّ للزمن بالاستقرار والوضوح والقدرة على قياسه، هذا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر فهو لا يتعارض مع المفهوم الأينشتاينيّ للزمن، ولكنّه يُعتبر نظرة جانبيّة منه، فوصف نيوتن للزمن هو بمثابة وصفٍ للجزء من الكلّ، بينما وصف أينشتاين للزمن هو وصفٌ للكلّ من خلال مجموع أجزائه.
وعليه ووفقًا للمفهوم النيوتنيّ للزمن فإنّ السنة كوحدة قياس للزمن هي: “الفترة الزمنيّة التي يستغرقها دوران الأرض حول الشمس دورة كاملة”، ومن خلال الملاحظات الفلكيّة الحديثة تبيّن أنّ مدّة السنة تطول وتقصر بعض الشئ سنويًّا، ولا يمكن التنبؤ بذلك التفاوت.
وعليه يمكن تعريف السنة من خلال تراكم الوحدات البنائيّة الأولى- الثانية- أو من خلال تراكم الوحدات البنائيّة الفرعيّة الدقيقة.
كم دقيقة في السنة بالتفصيل
ممّا سبق تناوله يمكننا تعريف السنة من خلال وحدة الدقيقة، وبمعنى أدقّ يمكننا القول كم دقيقة في السنة، ولكي يتحقّق ذلك بكلّ دقّة علينا تحديد عدد أيام السنة، ومن ثَمّ عدد الدقائق في السنة، وذلك على النحو التالي:
عدد أيام السنة
يتراوح عدد أيام السنة ما بين 365 في السنة البسيطة، و366 في السنة الكبيسة التي تتكرّر كلّ أربع سنوات، وعليه تكون عدد أيام السنة 365.25 يومًا، وبما يعادل 24 ساعة لكلّ يوم.
عدد الدقائق في السنة
من هنا نستطيع تحديد عدد الدقائق في السنة، والتي تساوي:
365.25 × 24 × 60 = 525960
يُعتبر الزمن من أكثر المفاهيم الفيزيائيّة تعقيدًا، والتي أجهدت العلماء بحثًا، وكانت من المسلّمات غير المطروحة للنقاش في السنوات السابقة، ولكن جاءت نظريّة النسبيّة لتجعل من تلك المسلّمة مجرّد فرضيّة علميّة قابلة للطرح العلميّ، وكثير من المسلّمات في حياتنا التي في حاجةٍ إلى هذا الطرح أيضًا.